Tuesday, November 2, 2021

إيجاز صحفي خاص مع السفير جيفري فيلتمان، المبعوث الأمريكي الخاص للقرن الأفريقي

Department of State United States of America

ترجمة مقدمة من وزارة الخارجية الأمريكية



وزارة الخارجية الأمريكية
إيجاز صحفي عبر الهاتف
المكتب الإعلامي الاقليمي في دبي
2 تشرين الثاني/نوفمبر 2021

المنسّق: مساء الخير للجميع من المكتب الإعلامي الإقليمي التابع لوزارة الخارجية الأمريكية في دبي. أودّ بداية أن أرحّب بالمشاركين المتّصلين من الشرق الأوسط وإفريقيا ومن جميع أنحاء العالم للمشاركة في هذا المؤتمر الصحفي المسجل والقابل للنشر مع المبعوث الأمريكي الخاص للقرن الأفريقي جيفري فيلتمان.

سيناقش السفير فيلتمان رحلته الأخيرة إلى المنطقة ودعم الولايات المتحدة للشعب السوداني في دعوته للانتقال إلى الديمقراطية بقيادة مدنية، وفقًا للإعلان الدستوري السوداني. سيبدأ السفير فيلتمان كالعادة بتصريحات افتتاحية، ثم يتلقّى أسئلة من الصحفيين المشاركين.

يسعدنا أن نقدم ترجمة فورية لهذا الإحاطة باللغة العربية. نطلب من الجميع أخذ ذلك في الاعتبار أثناء الكلام، والتحدث ببطء.

والآن، سأفسح المجال أمام السفير فيلتمان للإدلاء بتصريحاته الافتتاحية. سيدي، الكلمة لك.

السفير فيلتمان: شكراً لك يا سام، ومساء الخير لجميع من معنا في هذه المكالمة. يشرّفني أن أتحدث إليكم من واشنطن العاصمة، مع تمنياتي الطيبة للجميع.

كما أكد الرئيس بايدن في بيانه الصادر في 28 تشرين الأول/أكتوبر عن البيت الأبيض، فإن أحداث 25 تشرين الأول/أكتوبر في السودان والأيام التي تلت ذلك تشكل انتكاسة خطيرة، غير أن الولايات المتحدة لن تتوقف عن دعم شعب السودان في نضاله السلمي من أجل دفع أهداف ثورة السودان قدما.

إننا قلقون للغاية بشأن المسار الديمقراطي في السودان بعد الانقلاب العسكري، حيث خان واختطف رئيس مجلس السيادة البرهان وأنصاره العسكريون تطلعات الشعب السوداني لبلد سلمي وديمقراطي، لقد كانت تلك مطلب الشعب السوداني إبّان ثورة 2019 السلمية، والمذكورة في الإعلان الدستوري لذلك العام. وأعرب المجتمع الدولي – من الاتحاد الأفريقي إلى جامعة الدول العربية إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إلى المؤسسات المالية الدولية – عن قلقه العميق بشأن الإجراءات العسكرية غير المنطقية ولا المبرّرة، ونحن نضمّ صوتنا إلى صوتهم في الدعوة إلى الاستعادة الفورية للحكم الديمقراطي في السودان. .

لقد كانت الولايات المتحدة واضحة في موقفها في أنه لا يمكن للجيش اختيار شركائه المدنيين في إطار حكومة انتقالية، مثلما لا يستطيع المدنيون أيضًا اختيار شركائهم العسكريين. لا يمكن لأي جانب أن يتفوق على الآخر. فلكلّ منهما دور مهمّ يلعبه في الانتقال.

بصفتهم موظفين عموميين وممثلين لإرادة الشعب السوداني، التزم القادة العسكريون والمدنيون بالعمل معًا لتحقيق طموح الشعب السوداني إلى الديمقراطية، وندعو الفريق برهان إلى اتخاذ الخطوات لإعادة الحكومة، بينما نحثّ الجيش على إطلاق سراح جميع المدنيين المعتقلين على خلفية أحداث 25 تشرين الأول/أكتوبر غير المقبولة، والتأكد من أن جميع المصابين يتلقون الرعاية الطبية اللازمة دون تدخل.

ونحن حزينون على عشرات القتلى والجرحى الذي وقعوا في أثناء احتجاجات نهاية الأسبوع، ولكننا نشيد في الوقت عينه بأفراد قوات الأمن الذين مارسوا ضبط النفس وحافظوا على التزاماتهم باحترام حقوق الإنسان وحقوق المواطنين في التظاهر السلمي. لأكرر ما قاله الرئيس بايدن، فقد أعجبت بشجاعة الشعب السوداني في المطالبة بإسماع أصواتهم ومساعدة بلادهم على اتخاذ خطوات نحو سودان ديمقراطي جديد. أقول لهؤلاء السودانيين المحبين للحرية وأولئك الذين يسعون إلى سلبهم طموحهم الديمقراطي، إن العالم يراقب ما يجري عن كثب.

لقد أوضح الشعب السوداني أنه لن يقبل محاولات الجيش لتهميش عملية الانتقال الديمقراطي التي حُققت بشق الأنفس، ونحن نقف إلى جانب شعب السودان.

وبهذا، يسعدني الرد على أسئلتكم.

المنسّق: عظيم. شكرا لك السفير فيلتمان. سنبدأ الآن في جزء الأسئلة والأجوبة من مكالمة اليوم.

سؤالنا الأول هو سؤال مقدم مسبقا من بيتر فابريسيوس، صحفي مستقل من جنوب إفريقيا، وهو يسأل: "سيدي، هل لديك ثقة في ادعاء الجنرال برهان أنه لا يزال ينوي تحقيق الانتقال عبر الانتخابات عام 2023، ويرغب في أن يكون عبد الله حمدوك رئيسًا للوزراء في حكومة انتقالية؟" انتهى السؤال. تفضل سيدي.

السفير فيلتمان: قال الجنرال برهان في تصريحاته إنه ملتزم بالإعلان الدستوري لعام 2019، وإنه ملتزم بالتقدّم نحو الانتخابات، وهذا قول جيد، من حيث العبارات – من حيث التصريحات. وبالطبع رئيس الوزراء حمدوك لاعب مهمّ يمثل الجانب المدني من الشراكة المدنية العسكرية. لكن الأمر أكبر من شخص رئيس الوزراء حمدوك. يتعلّق الأمر بالشراكة العسكرية-المدنية التي تمّ تشكيلها من تلك الثورة السلمية في عام 2019 ويتعلّق أيضا بروح ونصّ اتفاق العسكريين والمدنيين على شكل الانتقال، وكيف سيديرون العملية الانتقالية برمّتها.

وعليه فإن جميع تصريحاته الداعمة للإعلان الدستوري ولتطلعات الشعب السوداني إلى الديمقراطية ورغبته في الانتخابات لا تتّسق في الحقيقة مع أفعاله، بل تفعل العكس. لقد قوّضت أفعاله تلك الشراكة المدنية العسكرية، واختطفت أفعاله نوع الانتقال الذي وافق عليه المدنيون والعسكريون.

ولقد كانت هناك، بدون شك، توترات في الفترة الانتقالية، وكانت هناك خيبات أمل أيضا بدون شك، وكانت هناك بعض العقبات التي يجب التغلب عليها، فحقيقة أن المجلس التشريعي الانتقالي لم يتحقّق قط، ولم يتم إنشاؤه قط، هي قضية تحتاج إلى حلّ بالطبع. ولكن كل القضايا التي قال الجنرال برهان وآخرون إنها على رأس قائمة اهتماماتهم كان من الممكن معالجتها وفقًا لذلك الإعلان الدستوري وبروح الشراكة المدنية العسكرية.

لذلك إذا أراد الجنرال برهان أن تكون تصريحاته حول الانتخابات والإعلان الدستوري ذات مصداقية، فإنه يحتاج إلى السماح للحكومة المدنية باستئناف عملها والبحث عن آليات لمعالجة ما يقول إنها مخاوفه، بما يتماشى مع تلك الشراكة المدنية-العسكرية التي انبثقت عن ثورة 2019.

المنسّق: عظيم. شكرا لك سيدي. سينتقل سؤالنا التالي إلى قائمة الانتظار المباشرة ويذهب إلى ميشيل غندور من قناة الحرة. عامل المقسم، الرجاء فتح الخط.

سؤال: صباح الخير. شكرا لك، سيدي السفير، على القيام بهذا اللقاء. لدي سؤالان. أولا هل أنت في واشنطن أم الخرطوم الآن؟ لأن التقارير الإخبارية تقول إنك في السودان للتوسط بين الطرفين. هذا سؤالي الأول.

والسؤال الثاني: ما هو الدور الذي تلعبه الإمارات في المفاوضات بين رئيس الوزراء حمدوك والجيش السوداني؟ وهل لها نفوذ أكبر من الولايات المتحدة على الفريق السوداني؟ وما الحل الذي تدعمه الولايات المتحدة في هذا الوقت؟

السفير فيلتمان: مرحبا ميشيل. أنا أتحدث إليكم من واشنطن.

لقد تواصلنا مع الإماراتيين، والاتحاد الأفريقي، والمصريين، والأمم المتحدة، وممثلي الدول الأخرى المهتمة والملتزمة بدعم الانتقال في السودان، لمساعدة الشعب السوداني على تحقيق تطلعاته لتجاوز إرث عمر البشير ورسم مسار ديمقراطي إلى الأمام. لذا نعم، نحن على اتصال مع الإمارات، من بين أطراف أخرى، وانطباعنا هو أنه سواء كنا نتحدث عن الإمارات أو المصريين أو غيرهم – أو الجيران الأفارقة أو غيرهم، هو أن هناك مصلحة حقيقية في الاستقرار في السودان.

أعتقد أن الإمارات تشاركنا قلقنا بشأن الاستقرار في السودان. وتحليلنا هو أن الاستقرار في السودان يعتمد على استعادة تلك الشراكة بين المدنيين والعسكريين التي كانت جزءا من المرحلة الانتقالية. أن الوضع الحالي لن يساهم في تحقيق الاستقرار الذي يصب في مصلحة المنطقة. ولكنني أعتقد أنك لو أردت التحدث مع الإمارات حول دبلوماسيتها، فسيكون ذلك أمرا جيدا، لأنني لن أتحدث عن دبلوماسيتهم الخاصة. ومع ذلك أؤكد لك يا ميشيل أننا على اتصال بعدد من البلدان، بما في ذلك الإمارات، حول ما نود القيام به – ما نعتقد أنه ضروري لاستعادة تلك الشراكة المدنية-العسكرية، ويتمحور حول إطلاق سراح جميع المعتقلين وإعادة مجلس الوزراء إلى الخدمة الفعالة ورفع الإقامة الجبرية التي خضع لها رئيس الوزراء حمدوك؛ وعدد من الأشياء الأخرى.

المهم هو أن يرى المدنيون السودانيون أن الشراكة هي شراكة أنداد مع الجيش، وليست شراكة يكون فيها الجيش قادرا على حلّ المؤسسات المدنية متى شاء.

المنسق: عظيم. شكرا لك سيدي. سؤالنا التالي أيضًا من قائمة الانتظار المباشرة ويذهب إلى ميرنا جمّال من شبكة فرانس 24. عامل المقسم، الرجاء فتح الخط.

سؤال: مرحبًا. هل تسمعني؟

السفير فيلتمان: نعم، أسمعك.

سؤال: حسنا. شكرا لك على هذا الإيجاز. أودّ من فضلك أن أعرف ما هي رؤيتكم لمستقبل السودان؟ وهل تتعاونون مع الاتحاد الأوروبي لحل الأزمة؟ شكرا لك.

السفير فيلتمان: أعتقد أننا جميعا قد تأثّرنا برؤية خروج الشعب السوداني لمناصرة الحكم الديمقراطي، للتغلب على الفترة المظلمة لنظام البشير. ولو عدتم إلى 2019، فإن روح التظاهر الغير عنيف للسودانيين الذين يرفعون أصواتهم هي التي أسرت خيال العالم. ثم رأيتم ذلك مرة أخرى في الحادي والعشرين من تشرين الأول/أكتوبر، عندما خرج الشعب السوداني بأعداد كبيرة – مرة أخرى، بروح السلام واللاعنف لدعم الانتقال الديمقراطي، ودعم الحكم المدني. ثم رأيت ذلك مرة أخرى بعد استيلاء الجيش على السلطة عندما خرجوا بأعداد كبيرة يوم السبت.

لذلك أعتقد أن ما يلهمنا جميعًا في المجتمع الدولي هو شجاعة الشعب السوداني وإصراره على أن يتمّ هذا التحوّل الديمقراطي، كما كان مخطّطا له. وكنا على اتصال وثيق بشركائنا الأوروبيين، بما في ذلك فرنسا، حول كيف يمكننا دعم تطلعات الشعب السوداني. ولكن الأمر لا يتعلّق بأجندة أمريكية أو أجندة فرنسية-أمريكية؛ بل يتعلّق بأجندة الشعب السوداني وما يمكننا القيام به لدعمه. وأعتقد أن الجنرالات سيدركون أنهم بحاجة إلى دعم المجتمع الدولي عندما يتعلّق الأمر بقضايا مثل التنمية الاقتصادية، وتخفيف عبء الديون، والحصول على التمويل عن طريق البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، لكن هذا الدعم الدولي يتطلّب وضع الانتقال مرة أخرى على المسار، لأن الدعم الدولي مستمدّ من دفع الزخم لعملية الانتقال.

المنسق: عظيم. شكرا لك سيدي. سؤالنا التالي هو سؤال مقدم مسبقًا من روبن كياما من إذاعة صوت أمريكا في كينيا. ويسأل روبن: "سيدي، إذا كان بإمكانك أيضا إطلاعنا على الوضع الإنساني في إثيوبيا. هل مجموعات الإغاثة الآن قادرة على إيصال الغذاء والإمدادات الطبية إلى منطقة الصراع، وهل ترى المزيد من تدفقات اللاجئين، وهل أنت قلق من أن الوضع يزداد سوءًا؟ " انتهى السؤال. تفضل سيدي.

السفير فيلتمان: بدون شك الوضع يزداد سوءا ونحن بصراحة منزعجون من الوضع. وسواء كنا نتحدث عن وصول المساعدات في شمال إثيوبيا، في تيغراي، أم كنا نتحدث عن زيادة أعداد النازحين في ولاية أمهرة الإثيوبية الفيدرالية بسبب التقدم العسكري للجبهة الشعبية لتحرير تيغراي، فإننا نشعر بالقلق. لم يكن هناك وصول كاف للمساعدات إلى تيغراي منذ أواخر حزيران/يونيو وأوائل تمّوز/يوليو. تقدّر الأمم المتحدة أن نسبة الاحتياجات التي تمت تلبيتها لا تتعدّى 13 في المائة من الاحتياجات الإنسانية لولاية تيغراي الفيدرالية، وهذا يتعلق بعدد من العوامل، من بينها القتال، غير أن القيود الحكومية والقيود البيروقراطية هي التي حالت في الغالب دون وصول هذا النوع من المساعدات الإنسانية إلى شعب تيغراي، التي بدأنا نرى فيها علامات المجاعة أو ما يشبه المجاعة.

هناك أكثر من 5 ملايين شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي الآن ويمكن تلبية احتياجاتهم إذا سمحت الحكومة بتدفّق المساعدة. وفي الوقت نفسه، ترون أن الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي قد تحركت من تيغراي جنوبا إلى أمهرة، واستولت على مدينتي ديسي وكومبولتشا الاستراتيجيتين، وهناك عشرات الآلاف، ومئات الآلاف من أهالي أمهرة يفرّون من التقدم العسكري للجبهة الشعبية لتحرير تيغراي.

لذلك، فإننا ندعو جميع أطراف هذا النزاع لإيجاد طرق لتهدئة الوضع والسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين، سواء أكانوا في ولاية أمهرة أم في تيغراي أم في ولاية عفر، والسعي إلى وقف إطلاق النار عن طريق التفاوض. الوضع مريع وهو يزداد سوءا، كما أسلفت. ومن المحزن جدًا أن نرى أننا في الذكرى السنوية الأولى تقريبا على بدء الصراع في شمال إثيوبيا، ومع ذلك لا يبدو أن الأطراف قريبة من نقطة الموافقة على وقف التصعيد، ووقف إطلاق نار متفاوض عليه، والشروع في المحادثات.

المنسق: شكرا لك سيدي. سؤالنا التالي من قائمة الانتظار المباشرة، وهو من موناليزا فريحة من جريدة النهار اللبنانية. عامل المقسم، الرجاء فتح الخط.

سؤال: مرحبا. مرحبا، سعادة السفير، وشكراً لك على القيام بهذا اللقاء. متابعة لسؤال ميشيل والوساطة الدولية والجهود المبذولة لإنهاء هذه الأزمة، أين تتعثر الوساطة الدولية الآن؟ وهل صحيح أن القادة السودانيين كذبوا عليك كما ذكرت الواشنطن بوست أو نيويورك تايمز؟

السفير فيلتمان: شكرا موناليزا على أسئلتك. فيما يتعلق بالسؤال الأخير، عندما كنت في السودان، بالطبع، مباشرة قبل أن يقدم الجيش على اختطاف لعملية الانتقال، كنا نشرك القادة السودانيين – السياسيين والعسكريين – فيما يتعلّق بالآليات التي كان من الممكن أن تتناول ما قال الجيش إنه مخاوف، وأيضا وبصراحة، ما اعتبره المدنيون مخاوفهم بشأن الانتقال وعدم المضي قدما بشكل حاسم أو سريع كما كان مأمولا. وهكذا كان الجيش منخرطا معنا في هذه الآليات المختلفة التي تتماشى مع الإعلان الدستوري لعام 2019.

لذلك لن أذهب إلى حد القول إنهم كانوا يكذبون علينا، ولكنني اقول إنهم بدوا وكأنهم يتحدثون إلينا بسوء نية، لأنهم كانوا يتحدثون حول كيفية معالجة المخاوف التي كانت لديهم من خلال الوسائل الدستورية، ولكنهم، بدلا من ذلك، وبمجرد أن أدرنا ظهرنا، قلبوا طاولة مفاوضات لصالح استيلاء عسكري على السلطة. لذلك أود أن أقول إن نواياهم كانت سيئة حين التقوا بنا أكثر من كونهم كذبوا علينا.

وفيما يتعلق بالمفاوضات، أعلم أن هناك بعض المبادرات السودانية التي تجري الآن، وأن هناك بعض المحاولات من قبل السودانيين أنفسهم لإيجاد طريق للمضي قدما. ورأيت دليلا، على ما أعتقد، على فهم السودانيين بأنهم بحاجة إلى إخراج أنفسهم من هذه الأزمة من خلال إجراء التظاهرات يوم السبت. أنا لا أقلّل من حقيقة أنه كان هناك ثلاثة قتلى وعشرات الجرحى، وهو عدد كبير للغاية. لكن على العموم، حاول المتظاهرون الابتعاد عن المواقع العسكرية الحساسة، مما قلّل بالطبع من احتمالات المصادمات والعنف. وإلى حد كبير – ليس بشكل كامل – مارست الأجهزة العسكرية والأمنية ضبط النفس. لذلك أعتقد أن هذا أظهر أن الشعب السوداني نفسه يدرك جيدا بأن عليه توخّي الحذر والعثور على طريقة للعودة إلى الشراكة العسكرية المدنية التي يتطلبها هذا الانتقال.

لذلك نحن نشجع السودانيين أنفسهم على التفكير في كيفية استعادة الشراكة والترتيبات الدستورية في الوقت الحالي، وسنكون داعمين للحلول السودانية. وبطبيعة الحال، فإن المحادثات التي نجريها مع السودانيين، تؤسس ما نعتبره شروطا للنجاح، مثل إطلاق سراح جميع المعتقلين، كما قلت، والسماح لرئيس الوزراء حمدوك بأداء وظيفته والخروج من الإقامة الجبرية، وأشياء من هذا القبيل.

المنسق: عظيم. شكرا لك سيدي. سؤالنا التالي هو سؤال مقدم مسبقًا من زاهر بخيت، صحفي سوداني من صحيفة الجريدة. ويسأل: "سيدي، كيف ترى أي شراكة مستقبلية محتملة بين المكونين العسكري والمدني، وهل تعتقد أنها ستستمر؟" انتهى السؤال. إليك يا سيدي.

السفير فيلتمان: إنه سؤال جيد، مثل جميع الأسئلة. لأنه من الواضح أن المدنيين – إذا استخدمت المصطلح العامي السائد – يشعر المدنيون بالحرقة مما فعله شركاؤهم العسكريون في 25 تشرين الأول/أكتوبر. ولذا فإن المدنيين، على ما أعتقد، لديهم توقعات عالية لأنواع الضمانات التي قد يحتاجون إليها ليكونوا قادرين على الوثوق بالجيش مرة أخرى للدخول في شراكة.

وجهة نظرنا الخاصة هي أنه خلال هذه الفترة الانتقالية، لن يكون المرء قادرًا على تهميش الجيش، تماما كما يجب ألا يحاول الجيش تهميش المدنيين، كما حدث مؤخّرا، يجب أن يكون هناك طريقة للعمل مع الجيش، حيث يلعب الجيش دورا مهما في الفترة الانتقالية، ولدى الجيش دور مهم يلعبه في السودان بعد الانتقال، بعد انتخابات ديمقراطية؛ عندما يكون لديك جيش تحت سيطرة السلطات الديمقراطية، فسيظل لديهم دور مهم ومرموق يلعبونه فيما يتعلق بالحفاظ على وحدة السودان وأمنه.

لكننا نتفهم أن المدنيين سيبحثون عن كيفية تأمين نوع من الترتيبات التي من شأنها أن تمنحهم الثقة في ألا يتكرر ما حدث في المرة القادمة وألا يكون هناك نوع من العثرة في عملية الانتقال التي سيجد العسكريون والمدنيون طريقة دستورية لمعالجتها بدلاً من أن يخطف الجيش الانتقال مرة أخرى.

المنسق: عظيم. شكرا لك سيدي. سؤالنا التالي من قائمة الانتظار المباشرة وهو موجه من سيمون أتيبا من Today News Africa. عامل المقسم، الرجاء فتح الخط.

سؤال: أشكركم على إتاحة المجال لطرح سؤالي، وشكراً لكم السفير فيلتمان على القيام بذلك. هذا سيمون أتيبا من Today News Africa في واشنطن العاصمة. السيد السفير فيلتمان، أفادت صحيفة نيويورك تايمز أنه تم إعطاؤك تأكيدات بأن للاستيلاء العسكري، ولكن بعد ساعات اتخذ الجنرال عبد الفتاح البرهان هذه الخطوة. أطاح برئيس الوزراء عبد الله حمدوك واعتقله هو وزوجته وعددا من أعضاء الحكومة المدنية، وعلق العديد من مواد الدستور. وها قد مرت الآن تسعة أيام على كل ما حدث، وتسعة أيام منذ إدانتك للانقلاب في تغريدة، وعدة أيام منذ أن دعا الرئيس بايدن نفسه إلى استعادة الحكومة المدنية، وهو ما لم يحدث.

سؤالي هو، مرة أخرى، هل تمّ إعطاؤك تأكيدات محدّدة بأن العملية الانقلابية لن تقع أم أنك كذبت؟ هل وافقت عليها وأصدرت فيما بعد بيانا تدينها؟ ماذا تعرف؟ وهل هناك أي شيء يمكن للولايات المتحدة أن تفعله غير الإدانة والدعوات لاستعادة حمدوك؟ ولماذا لم تفكروا في فرض عقوبات حظر تأشيرات ضد الجيش في السودان؟ شكرا لك.

السفير فيلتمان: شكرا. هنالك العديد من الأسئلة مطوية في سؤال واحد، يا سيدي. بادئ ذي بدء، أود أن أؤكّد على شيء قلته في تصريحاتي الافتتاحية، وهو أن القلق بشأن الاستيلاء العسكري على السلطة في 25 تشرين الأول/ أكتوبر لا يقتصر على الولايات المتحدة فقط أو على الشعب السوداني فقط. لقد رأيت عبارات قلق واسعة النطاق ودعوات واسعة النطاق للعودة إلى الترتيبات الدستورية للحكومة المدنية. لذلك ليست الولايات المتحدة فقط هي المنخرطة في محاولة مساعدة الشعب السوداني على استعادة حكومته الدستورية، بل إن ثمّة عددا من الدول والمنظمات الإقليمية والدولية منخرطة كذلك.

وكما قلت سابقًا في الأسئلة والأجوبة، كان من الواضح لنا أن العملية الانتقالية كانت تواجه بعض المشكلات. كنت في السودان قبل بضعة أسابيع، ثمّ عدت إلى هناك قبيل الاستيلاء العسكري مباشرة، وقضيت بعض الوقت مع القائم بأعمالنا ومع آخرين على الأرض لأننا علمنا أن هناك عقبات يجب التغلب عليها، لأننا علمنا أن الجيش والمدنيين ينظرون إلى بعضهم البعض بانعدام الثقة وأن هناك بعض الانقسامات بين المدنيين أنفسهم. وكما قلت، فقد شاركنا بحسن نية مع السلطات العسكرية والمدنية حول كيفية التغلب على تلك العقبات لإحياء الزخم وراء الانتقال واستعادة الثقة بين المكونات العسكرية والمدنية في المرحلة الانتقالية.

لم نناقش أو نتصور الاستيلاء العسكري وخيانة تطلعات الشعب السوداني التي نفذها الجيش بعد ساعات فقط من مغادرتي. لأنه كما قلت سابقا، كنا نتواصل معهم، مع العسكريين والمدنيين، حول أفكار حول كيفية معالجة ما قالوا إنه مخاوفهم الظاهرية عبر الوسائل الدستورية. لذلك لم يكن هناك أي تلميح أو لم يكن هناك أي محادثة حول الاستيلاء العسكري المحتمل.

ولعلك لاحظت أن الولايات المتحدة قد أوقفت مؤقتا بعضًا من برامج المساعدة الاقتصادية لدينا، وليس الإنسانية، فالمساعدات الإنسانية مستمرة في التدفق إلى الشعب السوداني. ولكن تم إيقاف حوالي 700 مليون دولار من المساعدات بسبب ما فعله الجيش، ولسنا الوحيدين الذين تحرّكوا في هذا الاتجاه. آخرون فعلوا نفس الشيء.

وهكذا، مرة أخرى، أعتقد أن الجيش سوف يدرك أنه بحاجة إلى الدعم الدولي الذي تم تقديمه للسلطات الانتقالية، والطريقة لاستئناف هذا النوع من الدعم الدولي هي استعادة السلطات الانتقالية المدنية.

المنسق: عظيم. شكرا لك سيدي. أعتقد أن لدينا وقتًا لسؤالين آخرين. سؤالنا التالي هو سؤال مقدم مسبقًا من علي لاغون من صحيفة البلاد الجزائرية. ويسأل علي: "سيدي، إذا كان بإمكانك الخوض في المزيد من التفاصيل حول الدور المتوقع للمنظمات الإقليمية، مثل الاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية، في معالجة الوضع في السودان". انتهى السؤال. إليك سيدي.

السفير فيلتمان: حسنا، كما يعلم السائل، بالطبع، السودان عضو في جامعة الدول العربية وعضو في نفس الوقت في الاتحاد الأفريقي، وكلا المنظمتين أصدرتا بيانات مباشرة بعد الاستيلاء العسكري، حيث دعت جامعة الدول العربية إلى استعادة النظام الدستوري ودعت إلى الحوار لحل القضايا، وعلّق الاتحاد الأفريقي نشاط السودان في جميع أنشطة الاتحاد الأفريقي بسبب الإطاحة بالسلطات المدنية لأن الاستيلاء العسكري لم يكن متسقا مع مبادئ الاتحاد الأفريقي. لذلك خرجت كلتا المنظمتين بمواقف مبدئية للغاية، وكنا على اتصال مع كلتا المنظمتين، مرة أخرى، لتنسيق المواقف.

أتوقع أن ترى على الأرجح مشاركة أكبر للاتحاد الأفريقي. فإذا ما نظرت إلى ما قاله بيان مجلس السلام والأمن التابع للاتحاد الأفريقي حول السودان، فقد تحدث عن تعيين بعثة لتقصي الحقائق للذهاب إلى السودان. أعلم أن رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي يبحث في تعيين شخص كمبعوث قريبا جدا. لقد كنا على اتصال مع رئيس مفوضية الاتحاد فكي ومكتبه. لذا أعتقد أنك سترانا نعمل مع المنطقة والمجتمع الدولي، مرة أخرى، لمحاولة إعادة الانتقال إلى المسار الصحيح بطرق تعالج العقبات التي اعترضت الزخم للمضي قدماً حتى قبل 25 تشرين الأول/أكتوبر.

المنسق: عظيم. شكرا لك سيدي. لدينا وقت لسؤال أخير، وسؤالنا الأخير من قائمة الانتظار وهو من جوزيف حبوش من العربية. عامل المقسم، الرجاء فتح الخط.

سؤال: شكرا على القيام بذلك، سعادة السفير. ذكرت أنك موجود حاليًا في العاصمة واشنطن، هل لديك أي خطط للسفر إلى السودان أو المنطقة؟ إذا كان الأمر كذلك، فمتى؟ وسؤال ثانٍ فقط: هل أنت قلق في أي حال من الأحول من أن الروس يساعدون في رفع معنويات الجيش السوداني؟ شكرا.

السفير فيلتمان: شكرا. أنا الآن في واشنطن، وأبحث في خطط السفر. هناك الكثير مما يجري في واشنطن فيما يتعلق بالقرارات التي يجب اتخاذها وكذلك في المنطقة نفسها عندما تنظر إلى إثيوبيا والسودان وأماكن أخرى. لذلك أنا أبحث، وأحاول خلق توازن بين التزاماتي في واشنطن وما أحتاج إلى القيام به لدعم الجهود في المنطقة. وسيكون لدينا المزيد لنخبركم عندما تتأكد خطط السفر.

فيما يتعلّق بالروس – سأقول إننا كنا قلقين من التصريحات الروسية الأولية بعد الاستيلاء العسكري في 25 تشرين الأول/ أكتوبر، حيث بدا أن روسيا بدت وكأنها تبارك ما حصل. ولكن إذا نظرت إلى بيان مجلس الأمن الذي صدر لاحقًا، والذي وقع عليه الروس، فسترى أنه يتماشى كثيرًا مع الإجماع الدولي – الاهتمام بالاستقرار، والحاجة إلى العودة إلى وضرورة العمل ضمن الإطار الدستوري وعبر الحوار دون عنف.

ولقد كنا على اتصال مع الروس، مرة أخرى، لمقارنة الملاحظات وتنسيق المواقف، وسوف أتواصل معهم أيضا حول ذلك. وبينما لا أستطيع أن أقول إن مواقفنا متشابهة تماما، هناك بعض التشابه في أننا كلينا نريد أن نرى السودان مستقرا ونريد أن نتأكد من بقاء الوضع على الأرض سلميا.

المنسّق: عظيم. شكرا لك سيدي. والآن، سيدي، سأعطيك المجال إذا كان لديك أي ملاحظات ختامية.

السفير فيلتمان: أود فقط أن أشكر الجميع على اهتمامهم بهذا الملف. كما قلت، في البداية، سأقول مجددا إننا ندين حقًا حلّ مؤسسات الحكومة الانتقالية ونريد أن نرى إجراءات 25 تشرين الأول/ أكتوبر ملغية من أجل إيجاد طرق أخرى لمعالجة ما يقول الجيش إنها مخاوفهم بشأن الانتقال.

المنسق: شكرا لك سيدي. بهذا تنتهي مكالمة اليوم. نودّ أن نشكر الجميع على الاتصال بنا اليوم، ونشكر المتحدث، المبعوث الأمريكي الخاص لسفير القرن الأفريقي جيفري فيلتمان، على وقته. إذا كان لديكم أي أسئلة حول مكالمة اليوم، يمكنكم الاتصال بالمكتب الإعلامي الإقليمي بدبي على DubaiMediaHub@state.gov.


للاطّلاع على مضمون البيان الأصلي يرجى مراجعة الرابط التالي:https://www.state.gov/briefing-with-ambassador-jeffrey-feltman-special-envoy-for-the-horn-of-africa/

هذه الترجمة هي خدمة مجانية مقدمة من وزارة الخارجية الأمريكية، مع الأخذ بالاعتبار أن النص الإنجليزي الأصلي هو النص الرسمي.


This email was sent to stevenmagallanes520.nims@blogger.com using GovDelivery Communications Cloud on behalf of: Department of State Office of International Media Engagement · 2201 C Street, NW · Washington, DC · 20520 GovDelivery logo

No comments:

Page List

Blog Archive

Search This Blog

#1 Pre-IPO Opportunity For 2024 [Take Action Now!]

"Larger Than Any IPO Valuation in History" ͏  ͏  ͏  ͏  ͏  ͏  ͏  ͏  ͏  ͏  ͏  ͏  ͏  ͏  ͏  ͏  ͏  ͏  ͏  ͏  ͏  ͏  ͏  ͏  ͏ ...